أكرهك فحسب !!
د. فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
( فلان طلب مني أن أكهرك .. ولهذا فإنني أكرهك فحسب ) يقدم لنا الواقع الاجتماعي في إطار العلاقات السلبية ، صوراً تجسيدية للعبارة السابقة ، وهو تصرف ينم عن ضيق في الأفق وعدم استقلالية في القرار .
من الناس من يسلم نفسه فعلياً للآخرين ، فيملكهم زمام القرار في حياته وعلاقته حتى الأخوية منها ، فعدد من صور قطع الأرحام وتمزق العلاقات و تفكك روابط المحبة تنشأ من الاستلام لتوجيهات خارجية لا منطقية ولا شرعية يتم من عبرها تنفيذ أجندة إبليس ، حيث يقول ﷺ ( إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينكم ) وهذه نتيجة تامة للمراد الشيطاني ( أكرهك فحسب ).
لا ينبغي لعاقل أن يفسد علاقات اجتماعية أو أن يقطع روابط رحم استناداً على توجيهات وإملاءات من الآخرين دون مبرر له مستنده ، أو لمجرد ممارسات لغيبة ونميمة لا تأتي إلا بشر وقطيعة ، بل على المرء العاقل أن يباشر واقع تصرف الآخرين معه بكل استقلالية وتفرد ، فمن يكرهه فلان ربما أحبه الجميع .
الحب والكراهية أمر نسبي ، والعلاقات الشخصية تختلف من شخص لآخر في ضمن دائرة العلاقات الواحدة ، وهذا عائد للتفاعلات السلوكية المستقلة من كل فرد ، ضمن سياقات مختلفة ومستويات متعددة ، لا نتشارك فعلياً فيها مع من هم معنا ، فليس بالضرورة أن يكون صديق صديقك صديقك ، ولا العكس .
فعلاقاتنا هي شيء يخصنا نحن فقط ، فنحن من يدرك دقائقها ، و النفوس جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وليس منطقياً أن نحب ما يحبه الآخرون و لا أن كره ما يكرهون ، مالم يكن ذلك بناءاً على حكم شرعي أو معرفة علمية معيارية دقيقة و مستقلة ، أما المشاعر والأحاسيس و العواطف و الانطبعات ، فهي تعود لذات الشخص تجاه هذا أو ذاك ، وعليك أن تباشر الحكم بنفسك لا عبر عقل شخص آخر .. فالحب و الكره ينبغي أن يكون في الله ولله لا سواه .. فاليوم يقول لك اكرهه و غداً يقول لك اقتله ، وهذا ليس عقلاً ، فلا تسلم عقلك لأحد ، لمجرد ثقة زائدة عن المقبول .. وعليك الالتزام فعلياً بهذا التوجيه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
فدعك من كره هذا وذاك ، واعمل على بناء علاقات جيدة بالآخرين وعالج خلافاتك معهم بحب الخير لهم ، وحسّن العلاقة ما بين الآخرين عندما يكون بإمكانك أن تصلح ما بينهما ، فهذا كله سيجعل من حياتك أسهل .
د. فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
( فلان طلب مني أن أكهرك .. ولهذا فإنني أكرهك فحسب ) يقدم لنا الواقع الاجتماعي في إطار العلاقات السلبية ، صوراً تجسيدية للعبارة السابقة ، وهو تصرف ينم عن ضيق في الأفق وعدم استقلالية في القرار .
من الناس من يسلم نفسه فعلياً للآخرين ، فيملكهم زمام القرار في حياته وعلاقته حتى الأخوية منها ، فعدد من صور قطع الأرحام وتمزق العلاقات و تفكك روابط المحبة تنشأ من الاستلام لتوجيهات خارجية لا منطقية ولا شرعية يتم من عبرها تنفيذ أجندة إبليس ، حيث يقول ﷺ ( إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينكم ) وهذه نتيجة تامة للمراد الشيطاني ( أكرهك فحسب ).
لا ينبغي لعاقل أن يفسد علاقات اجتماعية أو أن يقطع روابط رحم استناداً على توجيهات وإملاءات من الآخرين دون مبرر له مستنده ، أو لمجرد ممارسات لغيبة ونميمة لا تأتي إلا بشر وقطيعة ، بل على المرء العاقل أن يباشر واقع تصرف الآخرين معه بكل استقلالية وتفرد ، فمن يكرهه فلان ربما أحبه الجميع .
الحب والكراهية أمر نسبي ، والعلاقات الشخصية تختلف من شخص لآخر في ضمن دائرة العلاقات الواحدة ، وهذا عائد للتفاعلات السلوكية المستقلة من كل فرد ، ضمن سياقات مختلفة ومستويات متعددة ، لا نتشارك فعلياً فيها مع من هم معنا ، فليس بالضرورة أن يكون صديق صديقك صديقك ، ولا العكس .
فعلاقاتنا هي شيء يخصنا نحن فقط ، فنحن من يدرك دقائقها ، و النفوس جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وليس منطقياً أن نحب ما يحبه الآخرون و لا أن كره ما يكرهون ، مالم يكن ذلك بناءاً على حكم شرعي أو معرفة علمية معيارية دقيقة و مستقلة ، أما المشاعر والأحاسيس و العواطف و الانطبعات ، فهي تعود لذات الشخص تجاه هذا أو ذاك ، وعليك أن تباشر الحكم بنفسك لا عبر عقل شخص آخر .. فالحب و الكره ينبغي أن يكون في الله ولله لا سواه .. فاليوم يقول لك اكرهه و غداً يقول لك اقتله ، وهذا ليس عقلاً ، فلا تسلم عقلك لأحد ، لمجرد ثقة زائدة عن المقبول .. وعليك الالتزام فعلياً بهذا التوجيه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
فدعك من كره هذا وذاك ، واعمل على بناء علاقات جيدة بالآخرين وعالج خلافاتك معهم بحب الخير لهم ، وحسّن العلاقة ما بين الآخرين عندما يكون بإمكانك أن تصلح ما بينهما ، فهذا كله سيجعل من حياتك أسهل .