المشاركة بطعم السكر
د. فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
دعني أصافحك ، وشاركني السعادة .. هذا ما ينبغي علينا الشعور به ، عندما نقابل أحداً ما ، فالإنسان اجتماعي بطبعه - كما يقال - وهذا أمر نلمسه في كل مرة نقابل أحدهم للوهلة الأولى ... قد يكون للحياة العصرية تأثيرها السلبي على العلاقات الاجتماعية البشرية ، إلا أننا ننفرح لرؤية مخلوق يشاركنا البنية التركيبية والصفات ذاتها ، وشيء مهم لنا أن نشعر بالأمن ضمن جماعة ، و إن كنا فرديين بصورة من الصور .
في واقع الأمر ، قل أن تتمكن كبشري أن تساهم في الحياة منفرداً ، وحتى إن قمت بشيء ما ينفع البشر باستقلالية تامة عن الناس ، فإنك وبلا شك قد استفدت بصور شتى منهم بشكل غير مباشر على أقل تقدير ، فأنت لست من نظم أفكار هذا المقال ، ولست من طبعة ، كما أنك لست من عرض هذه الأوراق للبيع فوق رف المتجر ، وتذكر بأن المال الذي بيدك ليس من صنعك أيضاً ، وهذا كافٍ لتعرف بأنك لست وحيداً في هذا العالم .. هل تعلم بأنني أقف شخصياً بجانبك الآن بصورة من الصورة !.
إن المجتمع البشري ، خليط من المشاركات وشبكة من التعاونات ، إنه نسيج من الخيوط الرفيعة التي ، تشكل حياتنا ، لتبدو أكثر راحة مما هي عليه بالفعل ، ففي الواقع .. نحن نستلذ بحياتنا لأن أناساً يشاركوننا فيها ، إنهم يدعمون أفكارنا ، ويقومون أخطائنا ، ويقدموننا لأناس آخرين ، ويعقدون الراوبط فيما بيننا عبرهم .
الحياة لذيذة كطعم السكر عندما نكون إيجابيين في نظرتنا لمن هم حولنا ، إنني أقدم الحب للجميع ، بما فيهم أنت ؟ فهل كنت تشعر بذلك أم لا ؟! .. إن حب الخير للغير يدفع بالمزيد من الرقي الأخلاقي والتماسك الاجتماعي ، كن واثقاً من أنك قادر على فعل المزيد من المشاركات مع عدد غير محدود من البشر ، كما أنك تمتلك القدرة فعلياً على الاستلذاذ بأطوار نجاحك المشترك مع الآخرين .
هل استوعبت الفكرة هنا .. أم أنت بحاجة لأن أضع قطعة حلوى في فمك ؟!.