الخميس، 28 فبراير 2013

آيباد .. نظرة تثقيفية


آيباد 


د. فيصل خالد الغريب 
المستشار وخبير الاتصال البشري والاستراتيجي 
المشرف العام على مجموعة حياتك أسهل 
@dr_faisalkhaled 


يحتاج كل منا للثقافة لممارسة حياته بشكل مريح ولو في الحدود الدنيا الممكنة ، وبما أننا دخلنا وبسرعة نسبية إلى عالم الإتصال الإلكتروبشري ، فإنه ينبغي علينا الوعي بمدى تأثير ذلك على حياتنا ونمط معيشتنا وطبيعة سلوكنا .

إنتشرت الهواتف الذكية والحواسيب الكفية ، لتحدث فرقاً وفجوة بين جلين قريبين ، دعني هنا أن أختار الآيباد الذي أستعمله شخصياً كمثال لما سأوضحة لك الآن بسرعة ومباشرة ودقة .. فهذا الجهاز ليس كما يعتقد البعض منحصراً في برامج وتطبيقات التسلية والدردشة ، فمن خلاله يمكن ضبط أجندة عامك كاملاً بالتفاصيل وإحصاء المهام ، كما يمكنك من معرفة برنامجك الغذائي بمكوناته والرياضي بتدريباته ، يمنحك أيضاً جلسة استرخاء نفسية كما يقوم بمعاينة نبضات قبلك وتنفسك ، إنه يعاين ويراجع ويدقق لك تحركاتك بمركبتك وسيرك على قدميك ويتابع نمط تحركاتك ويمنحك فرصة لتقييم أنشطتك وفقاً للدقيقة أو الساعة أو اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو السنة ، يمنحك القدرة على إدارة أعمالك وشركاتك وموظفيك وحساباتك البنكية والإجتماعية ، ويعزز حضورك الإفتراضي في الإجتمعات في جميع أنحاء العالم ، كما يسمح لك بالولوج إلى السحب الإلكترونية لبياناتك ويساعدك على تقييم أنشطتك وأعمالك وموظفيك ، ويجمع لك سلة مشترياتك بعد أن يقدم لك عروض التسوق الخاصة باهتماماتك ويمنحك القدرة على الشراء من الأسواق العالمية على مدار الساعة ، إنه يراقب وضعك النفسي ويدعم تقدمك نحو أهدافك ويعزز اتصالك بعلاقاتك الممتدة على الكوكب ، كما يقدم لك العديد من الخيارات التعليمية ويضعك على مقاعد الدراسة والتعليم حيثما كنت ، ويربطك بأساتذتك وطلابك ، ويمنحك الشعور بالإنجاز المستمر . 

إنه امتداد لحواسك ومشاعرك وإضافة لقدراتك .. ففبه معمل تصوير واستوديو صوت ومنتج أفلام خاص به ، إنه يدون ملاحظاتك الصوتية ودفتر لملاحظاتك النصية ، ويمنحك إمكانية مشاركتها مع من تريد حول العالم ، إنه وكالة أنباء متنقلة وقناة بث مباشرة وإذاعة حرة ، كما أنه هاتف وفاكس وناسوخ ولوحة رسم وتصميم و مكتب إدارة هندسية ومقياس أبعاد ومسطرة وجهاز تحكم عن بعد وغرفة تحكم بمنزلك الذكي كالتحكم بالإضاءة وسخونة مياه الحمام وتشغيل المايكروييف وفتح الأبواب وقفلها وتغيير القنوات عبر التلفاز وجهاز مراقبة ضد اللصوص . 

لا يقف الأمر أبداً عند هذا الحد فهو مصحفك عندما تشاء وستتصفح من خلاله كتب التفسير والفقه وستدون عليها ملاحظاتك وستختبر نفسك وسيقوم هو تقييمك وليس عليك القلق بشأ سنن اليوم والليلة فهو سينبهك حتى في قيام الليل ، وسيمكنك من سماع الأذكار والأدعية والإطلاع على الفتاوى ومراجعة نشاطك الديني والإيماني ، وسيعمل على تنبيهك عندما تقصر وسيذكرك إذا نسيت .

ما يزال هناك الكثير فهو مصباح متنقل وجهاز إشارة ضوئية يومض برغبتك ، وهو تلفاز وعارض أفلام ، وهو موثق موثوق به للمحاضارات والدروس والإجتماعات وجلسات التفاوض ، كما أنه سكرتير وسنترال وجهاز نداء وكاميرا مراقبة وكاشف حركة وأمور كثيرة قد يعدها البعض غريبة وأخرى خرافية .. ليس هذا مهماً ، فالمهم أن تعرف كيف تستخدمه .. وكل ما في الأمر هو نقرة بإصبع ، حيث لا توجد أزرار في العادة بل شاشة مسطحة فحسب . 

هذا يقودنا لإستنتاج منطقي .. هو أنه جهاز لكامل الوقت فهو يوقضك وينظم أعمالك ويقدم لك أدوات التنفيذ وكافة احتياجاتك ليوم عمل أو راحة أو عطلة وهو يرافقك في كل مكان كالمسجد والمكتب والسيارة والمطبخ ودورة المياه وفوق سطح قاربك بل وتحت الماء عندما تتجول في قعر بركتك أو أثناء تقلبك في مياه الشاطئ ، وعند النوم سيقوم بتلوين الأجواء من حولك ووضع تأثيرات بصرية وصوتية ترخي عضلاتك وتخفف من توترك وسيقودك هذا بلطف إلى النوم وهو أيضاً سيمنحك نوماً إيمانياً في أحواء مناجاة ليلية هادئة ولن يتركك حتى في أحلامك إذ يعمد إلى مؤثرات خاصة تساعد على التأثير في أحلامك وعندما ترغب في الإستيقاظ لقيام ليلك فسيوقظك ، وسيجعلك تنهض نشطاً عند الصباح وسييمنحك جولة رائعة في الصحف وسيطلعك على أهم الأنباء . 

تعرف على حقيقة استخدامات التقنية فهي للاستخدام لا مجرد المباهاة والإقتناء أواللعب أو حتى التشاغل والإنعزال أو الإنفصال عن المحيط فربما كان الأمر بعكس ذلك تماماً .. كما أن جوانبها الإيجابية والعملية تعتمد على المستخدم . . فإن لم تجد أنت إستخدام التقنية ،  فهذا لا يعني بحال من الأحوال بأن غيرك لن يجيد .. فكل ميسر لما خلق له .. كن أكثر وعياً لما يمكن لغيرك القيام به بما في يده من تقنيات عالية . . أنصحك بالإستفادة من محاضرتي التفصيلية ( الإتصال الإلكتروبشري ) حيث سترى العالم كما لم تعرفه من قبل . 

تحياتي ..