الاثنين، 25 مارس 2013

أنا مطلقة


أنا مطلقة 

د. فيصل خالد الغريب 
المستشار وخبير الاتصال البشري والاستراتيجي 
المشرف العام على مجموعة حياتك أسهل 
@dr_faisalkhaled

نعم .. عرفت للتو بأنك مطلقة ، وهذه ليست مشكلة فهذا يحدث لكثيرات حول العالم ويعشن حياة أكثر استقراراً من ذي قبل ، فالأمر عائد لاستراتيجيات تفكيرهن ونظرتهن للحياة . 

لماذا حدث هذا ؟ 
عليك فهم أمر مهم أولاْ .. فالطلاق لو لم يكن حلاً لما تم تشريعه في الإسلام ، وعليك تصور الحياة الزوجية المتهالكة ، لو كان الطلاق محرماً أو ممنوعاً !! .. أنت في الإتجاه الصحيح الآن وعليك تدبر أمر مستقبلك بعناية . 

قضاء وقدر 
القضاء والقدر يخفي المنح داخل المحن عادة ، لا يمكن تصور الأمور من خلال عقولنا المحدودة بعالم الشهادة فالغيب هنا يسيطر على الموقف .. فعليك بالتفاؤل والعمل الإيجابي لتحقيق فرق تميز ونجاح في حياتك ، وهذا ما سيجذب لك السعادة ، فخيار العمل الإيجابي نحو حياة أسعد هو الخيار الأفضل هنا . 

الزوج ليس كل شيء 
تذكري كم كانت حياتك مكتملة الأركان دون زوج طيلة نشأتك ، وبما أن الزوج سيكون عوناً وسنداً فإنه في الواقع يأخذ دور الأب والأخ مع إضافة شخصية لا ترتكز عليها الحياة كركن يقع البناء عند سقوطه ، فأهمية الزوج لا تعني ضرورة وجوده المطلق في حياتك . 

الشعور بالوحدة 
نعم فالحميمية بين الزوجين تمنح الدفئ كما تمنح نوعاً من أنواع السعادة الدنيوية ، وفيها إشباع حسي ومعنوي وعاطفي ، إلا أن الأمر في ظروف ما ، يمكن التخلي عنه عند الضرورة مع استمرار الحياة دون توقف .. وإليك الخطوات :
١- تعرفي على الخطأ والصواب في هذا . 
٢- ابتعدي عن الشخصيات المثيرة في حياتك . 
٣- ودعي مسلسلات الإثارة والتشويق . 
٤- أشيحي ببصرك عن ما يمكنه دفعك نحو الحميمية الذهنية أو الفعلية .
٥- مارسي الصوم فهو يحميك ذهنياً وثنيك جسدياً عن الشهوات الحميمية . 
٦- ذكرك لله سيمنحك قوة تحمل غير معهودة ولن تكون هناك معناة وستستبدل بشعور مريح .. جربيه . 


أشعر بحاجة لزوج يسكن مشاعري فكيف أتصرف ؟ 
الحاجة للملاطفة الزوجية قد تدغدغ المشاعر من حين لآخر ، هذا طبيعي مع بدايات فترة الإنفصال ، فالذكريات لا تزال ساخنة ، ولكنها ستبرد مع مرور الوقت وتبرد حرارتها ولا تعود شهية كما كانت ، هنا عليك بالصوم فإنه يقلص شهوتك ويمنحك قوة تحمل لم تعهديها والمرأة ليست كالرجل في هذا فهي أكثر قوة في كبح جماح نفسها من الرجل القوي كما يظهر .. ويبقى الأمر عاطفياً لا أكثر ولن يطول .. وإليك الخطوات :
١- توجهي بعاطفتك نحو أبنائك أو نحو أسرتك ، وستنالين إشباعاً كافياً من العاطفة المتبادلة . 
٢- قومي بأدوار اجتماعية جماعية وفعلي دورك في الحياة بشكل ملموس . 
٣- مارسي بعض الأعمال غير المختلطة ، ولا تعرضي نفسك للمثيرات .
٤- القراءة والكتابة تمنحك قوة معرفية للسيطرة على مجريات حياتك الذهنية والسلوكية .


الرابط الأبدي 
يبقى أن بين الطليقين رابط أبدي لن يزول إذا نشأ بينكما ، فالأبناء إذا ما تشكلوا ما بين الطليقين فإنه الرابط الذي لا يمكن كسره ولا قطعه إلى الأبد ، ويعد هذا حملاً لا ينبغي تجاهله أو التخلي عنه ، فالأمر لم يعد قراراً فردياً .. فهناك ما يجب الإتفاق عليه والمشاركة فيه مدى الحياة ، وحتى بعد زواج كل منكما من آخر .. إنها الأمانة المشتركة بينكما . 


أما بعد 
بعد الطلاق ستتشكل الحياة في صورة مختلفة ، وهذا كل ما في الأمر .. أنت بحاجة لوقفة تأمل ذكية لا أكثر .. لفهم قواعد اللعبة أولاً ، ثم أخذ مكانك الصحيح ضمن المجتمع ، وهنا عليك التفكير بنفسك لا بتفكير الناس من حولك ، فهم ينظرون إليك ولا يعيشون بداخلك وهذا فرق جوهري .

المجتمع 
لو كنت في عصر العرب الأوئل لتقاتل عليك فرسان القبيلة بمجرد سماعهم بخبر طلاقك هذا، بيد أن الناس قد تغيروا وتغيرت معاييرهم تجاه المطلقات ، ولكن المجتمع يحترم الأقوياء أو من يشبهون الأقوياء ، وهذا دور سهل يمكنك القيام به طوال الوقت .. ففي الوقت الذي تعيش بعض المطلقات تعاسة باختيارهن فيزيد المجتمع ضغطه عليهن من باب اللامبالات لا أكثر ، بينما يقدم التحية لتلك التي لا تأبه له شاقة طريق نجاحها بعزم وتوكل على الله وسأخبرك كيف : 
١- المجتمع اليوم لا يقرأ كما أمرنا الله تعالى .. فمثير من الناس لا يملكون علماً بتاريخهم الإسلامي أو العربي على أقل تقدير .. هناك تسطيح للمعرفة . 
٢- المعتقدات المجتمعية تنشأ عبر الإشاعات وما تتداوله الألسن ويمكن لأي جاهل أن يُجري أمثالاً مغلوطة عن المطلقات فتسير بها الركبان . 
٣- قصص الطلاق فيها إثارة وتشويق .. ويعشق الجهلة الفضائح تماماً هذه. هي الغيبة المحرمة عندما يتناقل المحيطون الخبر مع بعض الإضافات .
٤- لا يعيش الناس الحالة التي تواجهين تفاصيلها لذلك فهم لا يشعرون بك كما ينبغي . 
٥- أنت للمجتمع قصة للرواية لا أكثر .. ودورك و كتابة قصتك كما تودين فعلاً . 
٦- تقبلي جهل المجتمع بحقيقة أمرك ، وركزي على نجاحك فهذا سيبهره .


تجربة ناجحة 
التجربة الناجحة هي تلك التي يخرج منها المرء بنتيجة واضحة تجاه ما بين يديه ، فيقرر عن بينة وعلم ووعي تام وفق الأدلة والبراهين الظاهرة .. ربما كان هذا الطلاق هو الهبة الربانية لك لكي تسعدي بحياتك وعليك تقرير ذلك .. فالحياة بعد الطلاق نموذج جديد لتفاعلك مع العالم ذاته وفق سياق مختلف .. خضت سابقاً مرحلتين وأنت الآن في الثالثة .. وعدد كبير من البشر يخوضنها غيرك ، كنت عزباء ثم دخلت عالم الحياة الزوجية وها أنت تدخلين حياةً ثالثة ضمن منعطف بسيط لا يبعدك أبداً عن طريق حياتك الرئيس الذي تتشاركين فيه مع كل البشر ، وستنجحين مع كثيرات اخترن النجاح لأنهن خطون خطواته . 


قوة الإرادة 
تنهار بعض المطلقات منذ البداية راسمة بداية النهاية لحياة قد تكون ناجحة في بعض جوانبها ، إلا أن العزيمة المتهالكة تنهار تحت قدمي الجهلة .. إن كنت ترغبين في النجاح فإنه بدوره سيمد يده لك ، وعليك أن تمسكي بيده بالقوة الكافية لمرافقته حتى النهاية .. فالأمر يحتاج لدفعة نحو الإتجاه الصحيح .. توجهي نحو خالقك وستذلل لك جميع العقبات .. وإليك الخطوات :
١- لديك وضع حالي وقد خرجت للتو من ماضٍ ما .. فأنت ملزمة الآن بتحسين مستقبلك . 
٢- يمكنك صميم ستقبلك بناء علىاحتياجاتك بكتابته كقصة ، ليس هذا خلق للمستقبل وإنما جذب لأفضل من الخيارات قدر الإمكان . 
٣- دوني العقبات وضعي لها حلولاً منطقية .. واستعدي لوقوعها . 
٤- استعيني بصديقة للقيام بما سبق وكوني جادة فهذه ليست لعبة بل حياة . 
٥- ستكون قوة إرادتك مدعومة بالمعرفة الآن .. يمكنك حينها العزم على القيام بما ينبغي بقوة إرادة لا تقهر . 



التفرد الذاتي 
سيمنحك المجتمع فرصة الاعتماد على نفسك هذه المرة ، ولن تكوني بحاجة إلى طلب المساعدة من البشر الضعفاء ، فربما لن يجودوا بها ، وفي هذا كمين خفي .. فالاعتماد على القدرات الذاتية بشكل مطلق جراء الأزمة  والمعرفة المسبقة بمنهجية المجتمع في التعامل مع المطلقات .. قد يجرك لحرب غير واعية مع الناس ، وتنسين بأنك في اختبار اجتياز من عندالله تعالى .. فتقعين بين ظلم المجتمع وسخط الخالق ، ومن هنا فأنت بحاجة لركيزة اتزان دقيقة ما بين القدرات الذاتية والتوكل على الله تعالى ، وهذا بإضافة مفعول النية الخالصة لله في تنمية مهاراتك وبذلك للأسباب ما يعني قوة خفية ستحف كافة تصرفاتك واختياراتك وأنشطتك في الحياة .. ستمتلكين القوة الخارقة .. بإذن الله تعالى .. وإليك الخطوات : 
١- لديك قدرات خاصة تميزك كفلانة الفلانية .. فأنت لست كفلانة تلك . 
٢- لديك واقع مختلف وظروف مختلفة وبيئة مختلفة .. هذا قد لا يشبه حالة أخرى . 
٣- أنت أدرى بما يمكنك القيام به .. كما أن من حولك يمكنهم أن يدلوك على جوانب أخرىقد هفيت عليك . 
٤- إن ركزت وقمت بجمع المعلومات الصحيحة عن نفسك ، فستتمكنين من تشكيل صورة أقرب لحقيقة شخصيتك وما يمكنك فعله وما يمكنك التخلي عنه . 


دفة القيادة 
عندما يمنحك الله تعالى مسؤولية تربية الأبناء منفردة ، فإن عليك أن تكوني على قدر من التأهيل ، ولهذا دعانا الله تعالى للقراءة عندما أنزل آيات الكتاب ، فعليك بقراءة واقعك والقراءة له ، والاستعداد لدورك الحاسم في توجيه حياتك نحو الأفضل أو اختيار الجهل لتغرقي في بحر متلاطم ، إبحثي عن برامج تدريب وتأهيل لتنمية شخصيتك ومهاراتك ، وتابعي كل جديد ومفيد لتجديد محتواك الفكري ، وليس أسهل اليوم من تتبع المعرفة وتلقف المعلومة .. ومن هذه المعرفة وتلك المهارة ستتمكنين من قيادة أسرتك .. وإليك الخطوات : 
١- يمكنك شكيل عالمك دون زوج لو قدر لك أن لا تتزوجي . 
٢- يمكن للأبناء أن يستوعبوا مياتك بالكامل .. يحدث هذا لبعض المتزوجات فعلاً . 
٣- هنا عليك تعلم فنون القيادة وتعزيز تقافتك التربوية ، لا يمكنك الاعتماد على والديك أو إخوتك ، فهذا أمر يعنيك . 

التضحية الحلوة 
تربية الأبناء فيها لذة وسلوى عن أي ماضٍ مضجر أو مستقبل مقلق .. وواقعك الحلو مع فلذات كبدك وحسن تربيتهم وتعليم ، سيمنحك القوة للعيش بسعادة وأنت تمنحين العالم قيادات أخلاقية وفكرية .. هذا أمر سهل وإن كان سيستغرق وقتاً طويلاً ونمواً تدرجياً ، إلا أن الحياة فعلاً قصيرة ، وستكونين قد قدمت رسالتك وقمت بدورك فيها بكل تميز وفخر .. وفق ما يلي :
١- تربية الأبناء ممتعة وفيها الثير من التجديد .. إن كنت مبدعة فسيكون هذا مشوقاً في كل يوم .
٢- قدراتك العقلية وإمكانياتك الشخصية تأهلك للنحاح في دوري الأم والأب في مقام واحد . 
٣- مصادقة الأبناء ستمنحك إثراءً كبيراً لحياتك وستلاحظين هذا مع مرور الأيام . 
٤- كثيرات هن اللواتي عشن دون زوج بعد طلاقهن ولم يؤثر هذا علا حياتهن كما يتروج الأفلام والمسلسلات الهابطة . 
٥- اهتمامك بتربية أبناء طقس عبادي إن أخلصت نيتك لله تعالى وستمونين الرابحة في الدنيا والآخرة .


منحنى العودة 
يحصل للمطلقة أن تعود لطريق الشركاء ، حيث يسافر البشر في حياتهم الدنيا برفقة شريك زوجي ، وهذا يعني ، أن تعودين بالذاكرة للتجارب لتأخذي منها العظة والفائدة وستكونين حينها أكثر وعياً للأخطاء التي قد تواجهك في حياتك الجديدة وطريقة تصحيحها ، فيكون الطلاق فرصة تهيئة لحياة زوجية ثانية ناجحة .. وإليك الخطوات : 
١- تمهلي فهذه ليست تجربة بل حياة .
٢- قومي بدراسة قرارك هنا بشكل مكثف . 
٣- عايني زوجك المرتقب وتحققي من شخصيته . 
٤- إجمعي أكبر قدر من المعلومات قبل الإرتباط به . 
٥- قومي بعقد اتفاق ، وهذا من حقك وركزي على عوامل إنجاح العلاقة بينكما . 
٦- يمكنك إعادة جلسات التفاوض الزوجي قبل عقد النكاح الفعلي . 
٧- يمكن إجراء تحليل شخصية ثنائي لكليكما على يد مختص لتحديد سبة التوافق وإسداء الصح المناسب .
٨- على أسرتك وولي تفهم خطواتك هذه .. فالحياة لا تحتمل تكرر التارب . 

المرأة الحديدية 
يمنح الطلاق المرأة العاقلة قوة إضافية عبر تنبيه قدرات عقلية لم تكن مستغلة من قبل ، فبالإضافة إلى الذكاء الاستراتيجي والخيال والإبداع والدفق العاطفي ، فإنك ستمتلكين قوة المنطق والتكتيك المعياري  الرقمي ، سيمنحك الطلاق قدرات ذهنية ذكورية .. ستنطلق فجأة عندما تدركين بأن لديك ذرية من طليقك ، وبأنك أصبحت أباً في لحظات .. ليس هذا مقلقاً ، فكثيرات هن اللاتي نجحن في القيام بالدورين وأخرجن للعالم عظماء .. وعليك هنا معرفة الجوانب الأساسية في حياتك : 
١- الجانب الديني الروحي وارتباطك بالله فمن دون ذلك فستكون حياتك كلها من دون معنى . 
٢- الجانب الشخصي ، حيث تهتين بنفسك عقلياً وثقافياً ورياضياً وصحياً .. فبشخصك ستنجحين لا بغيرك . 
٣- الحانب المالي والمهني .. ستعملين هنا تحديد مصادر دخلك المالي وتعديده وزيادته وتنمية مهاراتك المهنية .
٤-الجانب الأسري ، هنا عالمك الخاص بتفوقك ونتائج أعمالك حيث ستكون بصمتك واضحة . 
٥- الجانب الإجتماعي .. ستعملين هنا على رسم معالم علاقاتك الجديدة بشخصيات إيجابية وتعززين شخصيتك بالتواصل مع الفاعلين في الحياة ضمن إطار مجتمعك وعلاقاتك من أصدقاء ومعارف وأقارب يساهمون في تميزك .
٦- الجانب التطوعي .. هنا ستساهمين في تنمية المجتمع عبر مشاركتك في مجموعات تطوعية مناسبة لاهتماماتك الشخصية في سياق نفع الأمة .. فقط لقاء رضا الله تعالى . 


أرض الواقع 
تعاملي مع واقعك بذكاء واستخدمي الأفكار قبل المشاعر ، فأفكارك الذكية الإيجابية هي فقط من ستتعامل كما ينبغي حقائق الواقع وتجذب لك معها الاستقرار ، فتقديم المشاعر أو التفكير السلبي ستتفاعل بشكل غير مرضٍ لك مع معطيات الواقع لتفرز لك سم القنوط واليأس .. أما الأولى فستمنحك الحماية من عقارب وحيات هذه الأرض وتريق الشفاء من أي لدغة .. أرض الواقع ليست خطرة على العارفين بها . 


التفاعل المثمر 

إليك الآن الومضات الخاطفة والتي ستمنحك الحماية والوقاية وتبث فيك الطاقة والقوة لتحقيق نجاح في سياق ما أنت بصدده الآن من عالم جديد فرض عليك التعامل معه ..  استعدي للتعامل الذكي مع واقعك . 

١- الطلاق ليس سهلاً وله شروط تحقق شبه تعجيزية تهدف لإطالة أمد التفكير والمراجعة والتدقيق في قرار كهذا من قبل كلى الزوجين . 
٢- إن كان طلاقك رجعياً فبقاؤك في بيت زوجك هو الأصوب .. فالطلاق خيار مر ، ولا يكون إلا بعد المراجعات والمناورات لتصويب الأخطاء في الحياة الزوجية ، فإن كنت قد خرجت فعودي لبيتك .
٣- الطلاق في المسلسلات يختلف عن الواقع فلا تخلطي بين الروايات والسيناريوهات الخيالية الفنية ، وحالة طلاقك . 
٤- الهدف من الطلقات الرجعية .. إعطاء إشارات تحذيرية بأن الحياة ستنقلك إلى واقع جديد بطلقة أخيرة بائنة . 
٥- إن كان طلاقك يمثل نجاة وفرحة في الدنيا أو الآخرة فهو منحة في ظاهره فحمدي الله أن يتم سعادتك . 
٦- إن كان طلاقك سيشكل لك أزمة .. فاستعدي بما يلزم لهذه الرحلة الاستكشافية بمهارات جديدة ، ومعرفة علمية مختلفة ، فقد تكونين لوحدك في طريق قفر .. والنجاة هنا بمعية الله تعالى ومعرفة أساليب الصمود والنجاة من المخاطر . 
٧- المجتمع قد يحاول فرض واقع عليك ، ولكن هذا الفرض وهمي ، إذ يمكنك تجاوز كل جعجعة الناس واستخدام عقلك بوعي تام لما تقومين به ، بغض النظر عن المؤثرات الخارجية غير الواعية .
٨- ثقي في رحمة الله ونصره لك .. ثم في قدراتك .. فأنت قادرة على شق طريقك في الحياة بسعادة وفرح وسرور وأنت مطلقة . 
٩- طوري من مهارات الإتصال البشري لديك ولا تثقي في أساليبك السابقة ، بل قومي بنقد كل مفردات حياتك ، وعززي جوانب قوتك .. وستنجحين في الصمود مرحة متفائلة ومؤمنة .. بعد الطلاق .
١٠- قد يتخلى عنك من حولك .. ربما .. فعليك الاعتماد على نفسك .. فتعلمي كيف تكسبين المال بمهنة أو تجارة حرة أو وظيفة ، و الفرص كثيرة وسانحة الآن للعمل من المنزل في كل ذلك وهذا سهل للغاية : 
أ. تعلمي استخدام الإنترنت وتطبيقات الحاسوب . 
ب. تعلمي حرفة يدوية تدر عليك المال . 
ج. يمكنك البيع بالوساطة والتسويق في الوسط النسائي .
هذا على سبيل المثال فقط وإلا فالخيارات كثيرة جداً ، ولكل خيار خطوات وخطط سهلة التنفيذ بحسب ميولك . 
١١- يمكنك التعامل مع نظرات الإزدراء والتخطئة بالتجاهل تارة وبالسخرية تارة ، فالأغبياء والسفاء والسوقة من الناس ، كقرود الشامبانزي يتقافزون بين أغصان التحليلات والسلوكيات القبيحة كإشارة على غياب المعرفة وغلبة الجهل .. والسفيه يقوم بهذا الدور ليكشف لمن حوله بأنه كدواب الأرض التي لا تعقل .. تفرجي عليهم وكأنهم في أقفاصهم وابتسمي . 
١٢- طلاقك أكسبك خبرة ودرساً لا ينبغي بعدها التساهل في ارتكاب الإخفاقات أو التقليل من شأن المعرفة للقيام بأمر ناجح وبشكل صائب .
١٣- يمنحك الطلاق تجربة حاسمة فيما يتعلق بإيمانك بقضاء الله وقدره ، ويعزز هذا من قدرتك على تحمل مصاعب الحياة لقاء ثواب الله تعالى لك .. إنه اختبار لإيمانك . 
١٤- الخبرة تكسبك قوة وأفضلية في التعامل مع الحياة بشكل أفضل من السابق . 
١٥- تعرفين بأن البكاء لا يجلب السعادة .. إلا أن الإيجابية والتفاؤل سيمنحانك الكثير من الفرص لتختاري الأفضل منها .. إبتسمي لتبتسم لك الحياة .
١٦- يمكنك الآن النظر إلى بواطن الأشياء ، وتعرفين بأن العلاج وإن كان مراً فإن الشفاء يكون بسببه بإذن الله تعالى . 
١٧- الأبناء رباط بينك وبين طليقك .. وهذا يعني اتصالاً سيستمر مدى الحياة ، ما يعني اتفاقاً على أساليب التربية الصحيحة بينكما كطليقين . 
١٨- الطلاق ليس إعلان حرب ولا راية عداوة .. إنما هو خيار يتيح للشريكين تغيير كليهما ، لأسباب لا تستدعي أبداً حقداً  ولا إضراراً ولا هتك أسرار .. وتبقى الأخوة في الإسلام عنصر ربط أبدي . 
١٩- قوتك العقلية واتخاذ أسباب النجاح المنطقية ستعزز علاقتك بأبنائك .. فالمطلقة قد تقوم بدور الأم والأب .. وغالباً ما تنجح في ذلك لو أرادت .. فاختاري النجاح . 
٢٠-  يمكنك الاستفادة من واقعك بذكاء عبر استغلال المواقف لصالحك .. أخلاقك ومعرفتك وإيمانك ، سيمنحونك القوة اللازمة لشق طريقك في الحياة .. وعدى ذلك فإن الواقع قد نشر رواويات أنت على علم بها من الوهن والاستسلام لأصغر العقبات .
٢٤- العواطف مهمة لاتخاذ القرارات ، إلا أن واقع المطلقة يحتم عليها عقلاً ذكورياً ومنطقياً في سياق تخطيطي .. لم يعد الأمر كسابق عهده .. فاليوم أنت من يحرك الدفة لوحدك . 
٢٥- إذا استعنت بالبشر وتعلقت بهم ، كالوالدين والإخوة والناس .. ونسيت بأن لك رباً .. فتذكري بأنهم لا يملكون لك ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله .
٢٦- إن توجهت لله تعالى واستعنت به فسيرسل لك من خلقه من منحه القوة الكافية لمساعدتك .. فأي حاجة لك فإنك ستطلبينها من خالق البشر ، فينفذها لك البشر .. هذه حقيقة . 
٢٧- ضعي خطة بنفسك أو بمساعدة أحدهم من أهل الخبرة ، لضبط توجهك خلال رحلة حياتك ، وجدولة مهامك وأولوياتك .. وتذكري بأن هذا دون إيمان بالله تعالى وتقواه سيضيع سدى ، فالمعاصي والاستهانة بالعبادات والابتعاد عن الله سيجعل معيشتك ضنكاً .. فاحرصي على ما يسعدك . 

خيارات 
في واقع الأمر .. أن نتائج حياتك التي تشاهدينها وتعيشينها .. هي لخيارات قمت أنت باختيارها ، والقضاء والقدر عندما يعترض حياتك فإنما يمنحك خيارات جديدة ، وكل خيار يمنحك خيارات متعددة تتفرع بلا نهاية ، وكلما اخترت من منطلق إيجابي وشرعي ، فإن النتائج حينها ستكون في مجملها الأفضل لك في الدنيا والآخرة ، فإن تعقدت الأمور بعد استشارة واستخارة ، فهذا يعني بأنك محط عناية ربانية .. ومشيئة رحمة لك برفع درجات أو تكفير خطايا وفي الحالتين أنت رابحة ولا شك .. 

كوني مستعدة الآن للبدء في أولى خطوات النجاح .. جلسة تأمل أولية لتقييم حالتك وتحديد احتياجاتك .

تمنياتي لك بالتوفيق في حياتك 


تنبيه : ستكون لي عودة لهذا الموضوع