الاثنين، 13 أغسطس 2012

بذور الخيانة


بذور الخيانة 
د. فيصل خالد الغريب 
المستشار وخبير الاتصال البشري 

" كانت الخيانة أمراً نادراً في العلاقات الزوجية ، وهي الآن تدرس وتغرس في عمق قيم الطفولة البريئة ، عبر برامج الكرتون المستوردة والتي تنقل الكثير من الإيحاءات والممارسات الجنسية واللاأخلاقية عبر الشاشة الفضية وعبر أجهزة الإتصال الذكية . 

لم يعد الطفل يفرق ما بين الحلال والحرام والعيب وغير العيب ، وهذا أمر مستهدف من قبل صناع السلوك والقيم البشرية ، ويتم ذلك بصورة ذكية وهادئة وعميقة وطويلة المدى ، وهنا في هذه المرحلة تتشكل قيم الخيانة لتكون فضيلة أو حرية شخصية في الكبر . 

سيرى الأطفال في ألوان وأصوات أفلام الكرتون المصدر الرئيس لممارسة الحياة ، وهذا لتخلف مقومات الإحتراف الإعلامي لدى المسلمين ، ومن أفلح منهم في جزئية ما ، جعل قنوات بثه مشفرة ،  وبعيداً عن الوعي الإستراتيجي لمنهجية البناء القيمي الممتدة داخل الأمة . 

إن نقل الثقافات الغير مسلمة  بوعي أو دون وعي من غير غربلة ، مساهم فاعل في نخر القيم الأخلاقية ، فمسلسلات المراهقين تحكي تجارب الإنحلال بشكل  رائع ووردي للشباب وتحثهم على الخزي باحتراف  ، في حين أن قنوات الواقع تخلط الجنس بالحياة بشكل مقزز وفاضح تحت لواء الواقعية والحرية الشخصية . ويتسمر أمام هذه القنوات حتى من تجاوز الأربعين ، إنه التأطير طويل المدى للدماغ البشري . 

عندما يخون الزوج زوجته وتخون الزوجة زوجها ، فهما يمارسان تقنيات و استراتيجيات لا وعية تم غرسها منذ عشر أو خمسة عشر سنة أو عشرين ، إنها تراكيب مقارنة راسخة في الذاكرة العميقة . وقلما يتنبه الآباء لذلك ، ولهذا تبدأ الفواحش في الظهور معلنة قرب قيام الساعة بشكل غير ملحوظ . 

أما الأفلام الإباحية فهي فن متقدم لصناعة الخيانة ، وهي تنطلي على الأغبياء ممن لا يفهمون منعنى الحياة الزوجية ، وهي مؤشر لضعف الذكاء العاطفي ، وانفلات للقيم ، وستكون لي وقفة لمعرفة المنهجية البرمجية لأدمغة المشاهدين لمثل هذه الخدع البصرية ، وهي عامل من عوامل الخيانة لتشكل قياس وهمي مع فارق واقعي  "