الاثنين، 13 أغسطس 2012

الاتصال بالزمن


الإتصال بالزمن 
د. فيصل خالد الغريب 
المستشار وخبير الاتصال البشري

" من الغريب أن يصعب على البعض فهم بديهية الاتصال بالزمن ومدى أهميته في الحياة ، و قد وجد الزمن لتكون حيتنا أسهل من حيث التنظيم والتوزيع ، والمدركات المتعلقة بمروره كثيرة ، كالليل والنهار ونحوهما ، ويتم توزيعه بالتساوي في اليوم كأربع وعشرين ساعة ، و تقوم فرائض الصلوات الخمس  بمهمة توزيع ممتازة للزمن خلال اليوم . 

من يشتكي قلة الوقت من الناس الذين قد لا تعلو همتهم إلى خدمة أمة أو خدمة فكرة عظيمة ، هم في الغالب منشغلون بما لا يفيد ، فيظنون بأن الوقت يضيق بهم ، والواقع في أنهم قصروا فقط عن فهم اتصالهم بالزمن ، فالعظماء من الناس عرفوا حقيقة أثر الزمن على منجزاتهم . 

يمكن لأي منا إدارة ذاته بشكل ذكي لاستغال الزمن العابر أمامه بصمت ، فالزمن موزع بين البشر بتعادل تام ، ومن خلاله تكون الحياة كما نعرفها في الدنيا ، و يمتلك الزمن القدرة على حل المشكلة والمساهمة في إظهار النتائج ، إذ يمكن للزوجة القيام بعدة أدوار في المنزل ، كما أن الزوج سيجد الوقت الكافي للجلوس مع أسرته ، وسيجد المدير مزيداً من الوقت للراحة ، كما العابد أن الوقت كله صالح للتعبد خلال الأربع والعشرين ساعة دون أن يفلت لحظة من ثانية واحدة . 

هناك أشكال غاية في التعقيد للاتصال بالزمن واستثمار الوقت ، ولكنني أدرك بانه من البساطة بمكان تفهم أهمية تحسين أدائنا في الإتصال بالزمن وتقديم الإحترام والتقدير اللائق به ، لتحقيق أعظم المنجزات في حيتنا . 

وينقسم الناس لقسمين وربما امتزجا في أحدنا بشكل نسبي ، وهما برنامجان عقليان عاليان ، الأول " عبر الزمن " حيث يهتم صاحبه بمرور الوقت ويفكر في مستقبل ما سيأتي وينظمه منذ الآن ، والآخر " في الزمن "  حيث يستمتع صاحبه بوقته الحالي ويركز في دقائق تفاصيل ما هو فيه ويستغرق فيه حتى النخاع دون اعتبار لمضي الوقت ، ولكل منهما منجزاته التي تناسبه ، وهي بحسب سياقاتها سلباً وإيجاباً . 

إذاً فمن الخطأ أن نعتذر بقلة الوقت ، بل من الصواب تحسين أدائنا العقلي فقط لاتصال ذكي بالوقت بحسب السياق والحاجة  ، فالمجنون لا يهتم بالزمن ولا يحسن استغلاله ، بينما يمتلك العاقل ذلك ، والناس هنا بين عاقل ومجنون يموجون في بحر الزمن ذاته ، ولهذا تتفاوت المنجزات .. فهل أنت مستعد لإدارة ذاتك واستغلال زمنك الآن ؟!