الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

لا أعرف

لا أعرف

د. فيصل خالد الغريب 
المستشار وخبير الإتصال البشري والاستراتيجي 
@dr_faisalkhaled 

نلحظ العديد من التصرفات السلوكية المتطرفة في شتى الأوجه والسياقات ، حتى أن البعض ينفع بشكل ضار لمن هم حوله ، وهذا جلي واضح للعيان ، ويكمن السؤال في لفائف هذه التصرفات ، مالذي يقصده بهذا الفعل ؟! .

في واقع الحال ، هناك ترابط دائم ما بين المعرفة ( العلم )  و السلوك ، وطبيعة هذه المعرفة تنعكس على السلوك وتصبغه وتدمغه ، والعديد من الناس يقومون بما يقومون به عن حسن نية - غالباً وليس دائماً -   فهناك دوافع إيجابية لكل سلوك يصدر عنهم ، وإن كانت النتائج كارثية ،على المستويين البعيد والقريب ، فالمحتوى المعرفي الفكري هو ما يحدد السلوك العام للشخص .

غياب الدراية يقود لسلوكيات لا منطقية في حدود المعرفة الدنيا ، فما قد يكون معلوم بالضرورة لدى معظم الناس ، يكون أمراً مجهولاً لدى بعضهم ، كناتج من نواتج التربية أو التعليم لهذا الفرد أو ذاك على وجه الخصوص ، ولهذا وضع الحلم و التريث و التؤدة في ردود الفعل تجاه هذه الحالات للتحقق من مدى وعيها بطبيعة سلوكها الشخصي ، فهناك من يعد قبائح سلوكه فضائل وكرائم خصال ، لجهله وقلة علمه وليس بالضرورة لسوء أدبه .. وإن كانت المفاخرة بالمعايب أشد عيب في الأرض .

ستلحظ فعلياً شخصيات مثقفة نظرياً أو مؤهلة معرفياً ظاهرياً - فضلاً عن الجهال وغير المتعلمين - إلا أنها تمارس سلوكيات لا تصدر عن عاقل ، وفي هذه الحالة يجدر بنا إدراك غياب المعرفة الجزئي ، وهذا وارد مع كل إنسان منا ، فعند التثبت و التحقق ، قد تتفاجئ بقوله : ( لم أكن أعرف ) .

حالة غياب المعرفة تلك واردة في الأحكام و الشرائع و القوانين والعادات والتقاليد ، ومع ذلك علينا أن نستثني المصر و المكابر في هذه الحالة ، فله تصنيف آخر .