الثلاثاء، 25 مارس 2014

مراكز التنمية الأسرية .. تسد الثغرة

مراكز الإستشارات الأسرية

د. فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الاتصال البشري
المشرف العام على مجموعة حياتك أسهل
@dr_faisalkhaled

في ظل نمو المدن وتوسع العمران ، و امتداد الآفاق الحضرية ، وتطور التقنية الحديثة في نقل المعلومات ، وسيطرة الإعلام على الفضاء البشري ، وتمازج الحضارات الإنسانية بتنوع ثقافاتها ، برزت العديد المستجدات السلوكية داخل نواة المجتمع ( الأسرة ) نعني بها السلبية منها على وجه الخصوص ،  و هي مفردات معرفية وقيمية وسلوكية قد تناقض وتعارض الإسلام بمفرداته النموذجية للحياة البشرية الصحية ضمن نطاق الأسرة على وجه الخصوص .

وأفرزت المعطيات الجديدة للمدنية الحديثة طابعاً جديداً للمشكلات الأسرية يفوق استيعاب الوالدين أو الزوجين و حتى مجمل أفراد الأسرة بطبقاتهم التعليمية ، وهذا عزز الرغبة في الحصول على الدعم الخارجي مما فتح باباً لفوضى الاستشارات الأسرية على مصراعية .

وبرزت الحاجة لإنشاء المراكز التخصصية لمساندة الأسر فى تخطي محنتها الجديدة في ظل توسع الفجوات الثقافية بين الأجيال ، ونظراً لتغيب الحكومات والجامعات عن دورها في خدمة المجتمع بالمستوى المطلوب في سياق الدعم الأسري ، عدى واقع التظمين النظري للوائح و التنظيمات الهيكلية ،  دون واقع عملي ملموس ، فوقعت الأسر ضحية لعيادات علاج نفسي واجتماعي باهضة التكاليف تفوق القدرة ، أو ضحية للطفيليات الإستشارية من هنا وهناك من مجهولي الهوية والمصدر والتأهيل ، فبرزت للمجتمع ظاهرة مدنية صحية ، هي مراكز التنمية الإجتماعية .

تعتبر مراكز التنمية الإجتماعية والتي يقودها عدد من الفقهاء والمصلحين من أهل الدراية الشرعية والخبرة العملية و النتائج الواقعية الملموسة ، للتصدي لواقع الحاجة الأسرية في المدنية للدعم والمساندة النفسية و الإجتماعية .

   وما يميز هذه المراكز الإجتماعية ، اهتمامها بالتدريب والتطوير والتعليم ، والاستعانة بالخبرات الطبية النفسية و الكوادر الأكاديمية المتنوعة المعارف والتخصصات و المنارسين الفعليين ، لتغذية هذه المراكز بالموارد البشرية ذات الكفاءة والتدريب .

وتستمر الحاجة المجتمعية للمزيد من مراكز التنمية الإجتماعية لمواكبة التطور الحضاري ، ولمزيد من التطوير لتصويب أخطاء الميدان التطبيقي للعلاج الأسري .

وتبقى الأسرة بحاجة للفيف من العلوم التطبيقة كعلوم الإتصال البشري و النظم العقلية و وعلم النفس و  علم الإجتماع و علم التخطيط والإدارة الأسرية ، وعلوم السلوك المهاري ، وكل هذا في ظل فقه الأسرة التي شرعها الإسلام لتنظيم الحياة الأسرية والمجتمعية ، وبين دقائقها التفصيلية .

و يحمي العنصر الديني الإيماني ، القيم السامية ، ويعزز الأمن المجتمعي و يحفظ الخصوصية .. وتبقى مراكز التنمية الأسرية ضرورة ملحة .