السبت، 12 يوليو 2014

قصة ابن سنجار وأبو أحمد




قصة ابن سنجار و أبو أحمد

روى أحمد بن فداغ قال : كان لابن سنجار صديق اسمه عبداللطيف التركي ، ويكنى بأبي أحمد ، وهو له حظي صفي خليل ،  فمر غلام رومي فطن أديب أريب لابن سجار ،  بحائط خصيب فسيح لإبي أحمد عبداللطيف ، وإذا به يسمــــــع أبو أحمد ينشد أبياتاً يقول فيها :

وَإِخْوَانٌ حَسَبَتُهُمْ دُرُوعًا       فَكَانُوهَا وَلَكِنْ لَلِأُعَــــادِيَ
 وَخَلَّتْهُمْ سِهَامًا صَائِبَاتٍ      فَكَانُوهَا وَلَكِنْ فِي فُؤَادِي.

فبلغ ذلك ابن سنجار ، وقد كان في البرية يصطاد في ربيعه ، فانطلق من حينه في إزار دون رداء وقد امتطى أدهماً له أجرد وقد علق مهنده في عنقه و سابق الريح ، حتى وقف وسط بستان أخيه ، فإذا بأبي أحمد مستظلاً بكرم عنب يترنم ، وسكرجة عليها ما لذ وطاب من فاكهة جنته .. فأقبل عليه ابن سنجار ضارخاً مرتجلاً :

أَيًّا عبداللطيف هَزَزْتَ حُرًّا         وَإِنَّي رَاكِباً ظَهْرَ الجَوَادِ
 فَأَيْنَ المُعْتَــدِينَ عَلَيْكَ إِنَّي          سَأَفْرِيهِمْ بِحَافِرِهِ المقـــادِ
 فَإِنَّي فَيْصَلٌ وَاُلْحُكُمْ عِنْدِيَّ        أجندلهُم وَ نائحهُم يُنَــادِي
 إِذَا كَانَ الصَدِيقَ خَبِيثَ سِرٍّ       فَعَاجِل بالمهند فِي الكبــادِ

فذهل أبو أحمد و قال : مهلا يابن سنجار ، ما الخبر ؟ فقص عليه ابن سنجار ما سمع  ، فتهلل وجه أبو أحمد و قال : ما هي إلا أبيات كنت أنشدها لأحد العرب ، لضيف كان عندي وانصرف ، فهون عليك لا سائني الله فيك ، فخلع عليه وأكرمه ، و أرسل منادياً في الناس ، بأن مجلس ابن سنجار اليوم في بستان التركي الخصيب .. وذلك في ضحى الجمعة الثالث من رجب للعام الخامس والثلاثين بعد الأربعمائة و ألف لهجرة النبي الأمي ﷺ .  

د. فيصل خالد الغريب 
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
@dr_faisalkhaled



مجموعة حياتك أسهل - مع فيصل خالد www.YLEFK.com Pin: 7680ac2a تويتر - انستقرام @dr_faisalkhaled خدمة الجوال ksa أرسل 1 إلى - الاتصالات: 800265 - موبايلي : 606388 - زين : 705667